صراع الطين والنار

في بهو فندق ريجنسي السالمية بدولة الكويت يجلس أحد معدي البرامج يدعي مشاري العنيزي مع د.محمد العوضي أحد الدعاة المعروفين في العالم العربي وهو كويتي الأصل ثم دخل الضيوف المنتظرين وهم فتاة في عمر مبكر لا تكاد تتجاوز عقدها الثاني تقريبا ١٩ عام ترتدي ملابس حمراء غير محجبة تداعب شعرها بيدها وتدعي عبادة الشيطان ومع شاب نخيف وطويل والغريب في الأمر أن هذه الفتاة هي من طلب اللقاء بالشيخ.
ثم بدأ الحديث:
الشيخ: أشلون حالج؟
الفتاة: تمام بالخير.
الشيخ: أنا معك أشلون تابغين يابنتي من الشيخ محمد العوضي؟
ترد هي بكل إنفعل وتتحدث كالسيل لايستطيع إسكاتها أي أحد
الفتاة: آبي أنقشك وأرجعك وأبين غلطك في أفكارك لأنك ظلمتنا والتكلمت عنا سيئ في كل مكان في التليفزيون في قناة الري حلقتين وفي جريدة الري وتشهر بنا وأنت لا تعلم شيء عن عبدة الشيطان ولا عن عبادة الشيطان وأنت تفهمنا غلط يادكتور ويجب عليك مراجعة نفسك والقراءة جيدا قبل أن تتحدث عن شياءا لست أهل للحديث عنه أنا أنصحك بالدخول للموقع هذا وسماع المحدث هذا ومراجعة الكانسيت الخاص بنا في بريطانية والطقوس التي تقام كل عام ويحضرها من المشاهير والساسة والعلماء وكبار الشخصيات والأعلاميين والممثلين.
أستمع الشيخ بكل أنصات ولم يحاول مقاطعتها
الشيخ: ولكن أنا عندما تكلمت كان هذا حوار بيني وبين مجموعة من الشباب الذين أدعوا أيضا عبادة الشيطان.
الفتاة: لا هؤلاء يمثلون أنفسهم فقط آنما مايمثلونا.
الشيخ: وأنت عابدة شيطان أصلية من النوع العالمي؟
الفتاة: طبعا.
نظر الشيخ لهذا الشخص الأخر ثم توجه له بالسؤال وأنت آيضا عابد شيطان؟
الشاب: لا يأخي أعوذ بالله أنا فقط صاحبها.
الشيخ: طيب يابنتي ما الذي أعجبك في الشيطان لتعبدينه؟
الفتاة: أولا زكي.
الشيخ: كيف؟
الفتاة: أقنع معظم الناس وضللهم ولعب فيكم لعب.
الفتاة: ثانيا مايخليني آءنب ضميري في حلال وحرام  وحرام وحلال ونار وجنة ... آنما كل شيئ حلال أفعل كل شيئ بلا ضمير ولا شيئ عليك أبدا.
الشيخ: وآه كمان؟
الفتاة: ثالثا متضامن معنا.
الشيخ: أشلون؟
الفتاة: راح يدخل معانا النار.
الشيخ: بمعني أنك تريدي القول أنك تظنين أن الشيطان زكي وله أدواته وأساليبه؟
الفتاة: نعم بالتأكيد وليس أنا وفقط بل ملايين الناس فالعالم يعلمون ذلك ومتأكدين منه أنظر كم من مؤسسات وقنوات أعلامية ومصادر أموال ورجال كبار يمثلون دول بأكملها وشعراء ومثقافون وأساتذة جامعات وفنانين وعلماء وكلهم فقط يعملون ويخدمون المفكرة.
الشيخ: وهل ستقتنعي بالحقيقة لو أثبت لك العكس؟
الفتاة: أشلون يصير؟
الشيخ: كان ضيفي في نقاش الدكتور المصري صبري الدمرداش وهو أستاذ علوم بجامعة الكويت قل انه بالتحليل الفزيائي ظن إبليس نفسه أرقي من آدم صنعا لأنه من النار والنار طاقة آنما آدم من الطين والطين مادة والمادة أقل من الطاقة، وهذا مايروجه أتباع إبليس إلي اليوم وآنما هذا يخالف نظريات الماديين مثل آينشتاين الذي قال أن الطاقة والمادة وجهين لعملة واحدة، وجمعت بعض الطرق المعاصرة بين الطاقة المظلمة والمادة المظلمة في محاولات لتعديل نظرية آينشتاين للنسبية العامة ...... أردف الشيخ بشرح غزير.......

فبدأت الفتاة في مراجعة ماتقول حيث أن الشيخ يتحدث بلغة مادية علي عكس ماتوقعت منه أن يدخل معها في جدال ديني صفصطائي "من وجهة نظرها" فتشككت الفتاة من الكلام الراسخ في ذهنها كالمعتقد الذي لايمكن تغيرة لمجرد أن الشيخ تكلم بالعلوم المادية وليست بالطريقة العادية التقليدية أو بالكلام عن الإيمانيات ... والحديث طويل ولكن نأخذ من القصة الشاهد.

قال الله تعالى لإبليس سائلاً إياه علي سبيل العظمة والرحمة في  نفس الوقت كملك عظيم غنيا عن أن يبادر عباده بالتهم دون سماع دفاعتهم عن أنفسهم وإعطاء حق الرد أوبأصدار العقوبات دون النظر لملابسات الأمر "حاشه عز وجل" ومع أنه هو العلي والعليم وهو يعلم بما دار في سالف الأزمان وباقيها آنما السؤال جاء معلما أيانا أمرين غاية في الخطورة والحكمة والعظمة والدقة من الله جلا في علاه أولهما كيف تتحدث إلى من خالفك الفكرة وحتي إلى من خلفك العقدة نفسها وثانهما لا تصدر حكما علي أي أحد دون مناقشته هو شخصيا بنفسه وعن نفسه لتستوضح منه حيثيات الأمر ورغم أن الله هو الغني عن سؤال إبليس غير أنه قال "مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ"

وهنا السؤال العجيب لماذا أستخدام إبليس في حيثيات الرد عن نفسه المقارنة المادية الحسية بين خلقه من النار وبين مادة خلق آدم عليه السلام.

وهل هذه مجرد مصادفة أن يتحول البعض في عالمنا المعاصر ليتحدث بنفس المنطق عن مادية الأشياء والمقارنات علي الأفضلية من حيث التحقير والتعظيم؟ أم هو المنهج الذي سار عليه هؤلاء خلف معلمهم ومن أعتقدوا فيه بالأزلية المستدامة لبقائه منذ خلق آدم وإلي قيام الساعة مع موت آدم نفسه الذي دار الصراع أصلا من أجله،


ورغم أن إبليس خالف أمر الله وهو يعلم من التجارب السابقة علي خلق البشر عقوبة فعله إلا أنه ليس بغبيا فقال خلقتني وخلقته وهنا رسالة واضحة لهؤلاء الأشقياء المغيبين" ماذا سوف تأخذ من عبادة خلق مثلك" بأعترافه" مع أختلاف مادة الخلق؟ ثم ماذا سوف تأخد من مخلوق هو في الأصل يحتقرك وينظر لك بنظرة دونية عنه؟ وهمه الشاغل أن لا يرضي عندك الله وتعاقب في نهاية الأمر وتخسر الجولة. 

قال تعالي: وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ.
فالمعنى : أن الشيطان سول لأتباعه من المخدوعين علي مر العصور ومختلف أشكالهم وألوانه من يمثلوهم، الإشراك بالمنعم وحسن لهم ما هو ضد النعمة حتى تمنوه وتوسم فيهم الأنخداع له فألقى إليهم وسوسته وكره إليهم نصائح الصالحين منهم فصدق توسمه فيهم أنهم يأخذون بدعوته فقبلوها وأعرضوا عن خلافها فاتبعوه، وهذا ليس أمر محدث في عصرنا فلقد لعب هذا الدور من عصر مابعد آدم عليه السلام مع أولادة وأحفادة مرورا بكل العصور وحتي زماننا هذا.

فالمقصود تنبيه الناس إلى مكائد الشيطان وسوء عاقبة أتباعه ليحذروه ويستيقظوا لكيده فلا يقعوا في شركه وسوسته. .

صراع الطين والنار

تعليقات

  1. فعلا سبحان الله على نعمة الإسلام وربنا يهدى كل ابنائنا وبناتنا ويبعدهم عن كل الضلال يارب العالمين وربنا يزيد بلادنا من الشيوخ والأئمة العلامة لرد كل عاص ومرتاب...مقال جميل فعلا...ربنا يبارك فيكم.

    ردحذف
  2. ستمضي الحياة و يبقى الاثر....عنوان المقال ملفت وجذاب للغاية أحييك عليه ...للاسف نظرا لطبيعة العصر والحركة الديناميكية الرهيبة و قلة الايمان حولنا كل الاشياء الى ماديات ملموسة فصعب على الناس إدراكهم للايمان الحقيقي.... يا سيدي الافكار المسمومة الآن تبث بكل وسائل الميديا و نظرا لتكرارها اصبحت مألوفة و متقبلة....كيد الشيطان كما قال الله سبحانه و تعالى إن كيد الشيطان كان ضعيفا و لكن أكبر الهموم هيا النفس و شياطين الانس....الشيطان يرسم لك الطريق و يتركك و نفسك تأخذك الى ما هو اسوء.. يقول سبحانه و تعالى ياأيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوت الشيطان...تسلم على المقاله و الى الامام

    ردحذف
    الردود
    1. الله عليك كل أحترامي وتقديري لك. أنا شايف أن حضرتك تشترك في هذا الموقع وتبدأ نشاطك الأدبي بعد الكلام القيم ذا ياهندسة

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة