لا حياةَ لمن تُنادي



الفيروس.

كله بيقول أن في فيروس جديد منتشر في العالم أسمه كورونا وفي ناس تاني مثقفين مسمينه "COVID 19" ويتكلموا عن مدى خطورة هذا الفيروس وأنه مرض وأنه ينتقل من البشر إلى البشر بعد ما كان بين الطيور والحيوانات وعن شراسة المرض وأنه وصل إلي الثماني ملايين وزيادة في العالم وعن طرق الوقاية و سياسة الأنعزال والتباعد المجتمعي والإحصاءات اليومية للأعداد من مصابين جدد ومتعافين وموتي و........
وحتى الأن بعد أن أصبح كل واحد منا قد رأى بعينه مصاب او عرف عن أحد من اقاربه او اصدقائه أو جيرانه وأصبح الأمر قريب وليس غريب أو مجرد سماع.

لَقَد أَسمَعتَ لَو نادَيتَ حيًّا
وَلكِن لا حَياةَ لِمَن تُنادي

والمصريين تقريبا غير مقتنعين أن هناك فيروس أصلا بهذا الأسم فكالعادة هم شغلوا في عزومات رمضان وسلامات وأحضان وموائد رحمن والتجمعات في أماكن زحمة جدا لشراء ملابس العيد وأغراض الكحك والتحضير للأفراح  والخروجات والعزومات في العيد.
وأخوانا من محبي الظهور الإعلامي كله شوية فرح الممثل فلان وحفلة الفنانة فلانه واستفزاز الناس بكل السبل.

ومثلا من ضمن الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة قفل مكاتب الشهر العقاري والمرور والسجلات المدنية والتجارة وغيره وبمجرد مارجع العمل تاني هجووووووم عشان نلحق وبرده ولا كأن في أي حاجة.

حتي سلوك بعض الهيئة والمؤسسات لسه زي ماهو متغيرش بيجمعوا الناس علي الشبابيك وفي الطابور وفي الدور ومنها مؤسسات كبيرة وبنوك وأماكن عامة معروفة.

كمان من ضمن عجائب الزمان في مصر أنك تشوف حملات التبرع بالدم شغالة في الشوارع ومحطات المترو وأنا بصراحة مش عارف عشان مفتيش إذا كانت دي حاجة صح أو غلط بس حاسس أن دا مش وقت تجميع دم خالص ولا حملات تبرع عشان منجزفش مع المجموعات الطبية دي لخطر التعرض لحامل للمرض بدون ظهور أعراض مثلا أو نعرض المتبرعين لطبي أو ممرضة أو أي حد من الفريق الطبي كان شغال في مستشفي ويمكن حامل للمرض أو...... وكلنا ملاحظين ازي الأعداد في تزايد من أول رمضان عن قبله، كل يوم ٥٠٠ و٧٠٠ حالة وبعد رمضان خلص العد بالمائة وبدأ العد بالاف حالة أنا عارف أن الأعداد دي أقل بكتير من الحقيقي وحتى أقل من دول كبيرة عظمي زي أمريكا وإسبانيا وفرنسا ورسيا وغيرهم بس بتكلم على أساس إننا لازم نعمل اللي علينا عشان منوصلش للسيناريو الأسوء لا قدر الله.

ثم أحاديث الساعة
هل لديك كحول اثيلي ٧٠٪، هل تعلم أسعار الكمامات اليوم، لتلامس أي سطح يجب عليك ارتداء الجلافزات، هل تستخدم الجيل المطهر القاتل للفيروسات، هل تعلم كم نوع من الفيروسات تقتل مستحضرات ديتول، هل اتبعت تعليمات منظمة الصحة العالمية في طريقة تطهير وغسل الأيدي والملابس والمتعلقات الشخصية، على تعلم أحدث الوسائل المتبعة في العالم مثل كبائن التطهير وممرات التطهير الذاتي وغيرها.......... الأمصال، هل تتابع عن كثب التجارب السريرية في الصين واليابان وروسيا وألمانيا وأمريكا، وإنجلترا، هل تعتقد أنهم قادرون على التوصل لمصل أم علاج؟ هل تعتقد أنه فيروس تخليقي مصنع من صنع الصين؟... أمريكا؟... لا لا، أم هو شيء طبيعي...... هل...............
الجميع يعاني بحثا عن المصل والعلاج والنجاة والفرار من جائحة كورونا التي أصبحت تهدد العالم بالدمار الاجتماعي والاقتصادي والبشري ومع العلم انهم يعلمون تمام العلم أنه لا يوجد دولة في العالم تستطيع أن تجزم انها توصلت أو عرفت او اقتربت من ذلك حتى الآن. هذا هو الشغل الشاغل للعالم أجمع، بينما لا أحد يفكر في الأجل أو أقترابه، وإذا كانت الفيروسات من قبل وهذه المرة أيضا تحصد اعداد كبيره جدا من ارواح البشر وإذا كانت التجارب اليومية تقول أن معدل حضانة الفيروس ١٤ يوم وخلال نفس المدة تقريبا يكون الأنسان قد تدهورت حالته أو تحسنت فهذا يعني أننا قد يكون أقترب أجلنا خلال الفترة من ١٤ يوم الي شهر. فمن حاول إصلاح علاقته بالله؟ أم من فكر ما علي أن أقوم به خلال شهر لأرجع الى الله وأنا مستعد للقاء؟ من منا حاول أن يتدبر الأمر ليراجع نفسه وعمله وعلاقاته ليعرف إذا كان محسن أو مسيء إذا عمل شئ يستحق منه الندم أو أستبراء الزمم أو العفو أو الصفح والسماح من الناس والأعتراف بالذنوب وتطهير النفس.
أين مطهراتك النفسية والذاتية من هذه المرحلة؟
قالوا عن علي بن أبي طالب "من أراد مؤنساً فالله يكفيه ، ومن أراد حجة فالقرآن يكفيه ، ومن أراد واعظاً فالموت يكفيه ، ومن أراد غنى فالقناعة تكفيه ، ومن لم تكفيه هذه الأشياء فجهنم تكفيه".
 ويقترب الموت كل يوم منا شيء فشيء فهل كان لنا واعظا؟
قال الله تعالى: إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّىٰ إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24)

تعليقات

  1. مقال ممتاز فعلا وربنا يجعلنا نتعظ فعلا فى هذة الأيام العصيبة...يارب

    ردحذف
    الردود
    1. آمين م. عمر
      وشكراً علي التعليق

      حذف
  2. كلام حقيقي وواقعي جدا ..بس انا شايف ان كل واحد خد الازمه في اتجاه معين وبيستغلها او بيفكر فيها بطريقته لكن من الطبيعي طبعا ان كبنا نفكر اننا نقرب من ربنا اكتر وزي طبيعة البشر ان كل ما بتكون المحنه شديده بنلجأ لربنا اكتر

    ردحذف
    الردود
    1. وهي دي سنة الله في الأرض م. عمر، المحن والشدائد مطهرات للقلوب

      حذف
  3. أحسنت الربط يا صديقي.... يقول سبحانه و تعالى سنريهم آياتنا في الافاق و في أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق من ربهم....تجيشت الدول و ظنوا انهم قادرون على الارض فأتاهم الله بقاتل فتاك لا يرى بالعين المجردة...

    ردحذف
    الردود
    1. هكتب الاية دي ياهندسة كخاتمة للموضوع لانه فعلاً محور الكلام ومخلصه.
      شكراً م. عابر.

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة